غير مصنف

سطوة اللئام

المستقلة خاص ليمنات

كان في إحدى القرى اليمنية فلاح بسيط يقضي وقته في خدمة أرضه وسقي الأشجار والزرع، وكان له ابنة في غاية الجمال، وكانت تجهز له الطعام وتأتي به إلى المزرعة ثم تذهب إلى الجبل لرعى الأغنام، وذات يوم كان هناك أحد الفرسان من قادة الجيش تائه في الطريق فمر على المزرعة، وكان في حالة سيئة يكاد يموت من الجوع والعطش، وعندما رآه الفلاح في تلك الحالة قام بإنزاله من الحصان وأعطاه قليلاً من الماء البارد، ثم قطف له من ثمار المزرعة، حتى استرد هذا المحارب وعيه وجزءاً من نشاطه ثم تفحصه الفلاح فوجده مصاباً فعمل على تنظيف جراحه وربطها وعند المساء حمله إلى البيت وأمر ابنته أن تقدم له العشاء وتقوم بمجارحته ففعلت ذلك، ثم تواصلت رعاية الفلاح وابنته لهذا الشخص نحو أسبوع حتى استرد عافيته وأصبح قادراً على الرحيل..

لكنه كان قد أعجب بابنة الفلاح لشدة جمالها، فطلب أن تذهب معه، فضحكت.. ولما سألها عن سبب ضحكها..

قالت له: ماذا أفعل معك أنا فتاة، وأبي غير موجود، إذا أردته أن يرافقك فلتذهب إليه في المزرعة، فأخبرها أنه يريد منها أن تصبح ملكاً له إلى الأبد لأنه أحبها، فقالت له لن أترك والدي وحيداً ومن أراد أن يتزوجني فعليه أن يسكن هنا.. فغضب هذا الفارس وأراد أن يأخذها بالقوة فامتنعت وهددته بأنها ستصرخ ليجتمع عليه الناس فيقتلونه، فما كان منه إلاّ أن مد يده ولطمها بقوة وتلفظ عليها بكلمات بذيئة، ثم اتجه نحو المزرعة ولما رأه الفلاح قال له: لماذا تريد الرحيل بهذه السرعة قبل أن يشفى جرحك تماماً، فرد عليه، ما عليك أنت من جرحي، اقنع ابنتك أن تأتي معي.. فغضب الفلاح وصاح في وجهه مستغرباً..

ماذا تريد منها؟! فقال له انها رفضت أن ترحل معي..

فقال له الفلاح عليك أن ترحل فوراً قبل أن افقد السيطرة على نفسي، فأشهر الرجل الغريب سيفه وحاول أن يطعن الفلاح لولا أن شاباً جاءت به الأقدار في تلك اللحظة فدفع الفلاح بعيداً وأشهر سيفه تجاه المحارب وأراد أن يقتله، لكن الفلاح صاح به دعه يذهب، فتركه الشاب ومضى ذلك الغريب وهو يسب ويلعن الفلاح، أما الفلاح فأسرع إلى البيت ليطمئن على ابنته، فلما وصل وحكت له ما حدث

قال: لم أكن أصدق أن هناك من تعميهم القوة فيستضعفون الناس ويرونهم عبيداً وخدماً لهم، ويرون ممتلكاتهم وأعراضهم مباحة ليستمتع بها الأقوياء،فقط وأهل الملك والنفوذ إن لعنة القوة سيطرت عليهم فأصبحوا لئاماً لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً وقد قال أحد الحكماء : “ كن على حذر من اللئيم إذا أكرمته” فقالت له ابنته، صدق يا أبي إنهم كذلك!!

زر الذهاب إلى الأعلى